في مشهد لافت رافق وصول الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب إلى العاصمة السعودية الرياض، برز السجاد البنفسجي التي فُرشت لاستقباله، لتثير التساؤلات حول دلالة هذا اللون، الذي حلّ محل الأحمر المعتاد في مراسم الاستقبال الرسمية.
ظهور لافت لـ السجاد البنفسجي
السجادة البنفسجية لم تكن اختيارًا عشوائيًا، بل تمثل تحولًا ثقافيًا ورمزيًا تبنّته المملكة منذ عام 2021، عندما قررت الجهات الرسمية اعتماد اللون البنفسجي في البروتوكولات الخاصة باستقبال كبار الزوار.
سبب اختيار اللون البنفسجـي
ويرتبط اللون البنفسجي في السياق السعودي بطبيعة المملكة نفسها، حيث تنتشر في صحاريها أزهار اللافندر والريحان، والتي تمثل رموزًا للكرم والنُبل، وهي صفات ارتبطت تاريخيًا بالمجتمع السعودي.
المراسم الجديدة لا تقتصر على السجاد فقط، بل تشمل أيضًا عناصر زخرفية مستوحاة من التراث السعودي، وعلى رأسها فن “السدو” — حرفة يدوية بدوية قديمة مُدرجة في قائمة التراث غير المادي لليونسكو.
إذ تُطرّز أطراف السجاد البنفسجي بأنماط تقليدية مستوحاة من هذه الحرفة، تأكيدًا على التمسك بالهوية الثقافية في ظل مساعي التطوير والانفتاح.
هذا التغيير جزء من رؤية السعودية 2030، التي تهدف إلى تعزيز الهوية الوطنية وصناعة صورة ذهنية حديثة عن المملكة أمام العالم، دون التخلي عن جذورها.
وأكد مراقبون أن اللون البنفسجي بات يحمل رسائل سياسية وثقافية في آنٍ واحد، منها إبراز التوازن بين الحداثة والتقاليد، والانفتاح المدروس على العالم.
ظهور السجاد البنفسجي خلال استقبال ترامب، وهو من أبرز الرؤساء الأمريكيين السابقين الذين زاروا المملكة، لم يكن تفصيلة بروتوكولية عابرة، بل إعلانًا ثقافيًا ورسميًا بأن السعودية تُعيد صياغة حضورها الدولي بأدواتها الرمزية، ومن بينها لون السجادة التي تُفرش للضيوف الكبار.
ومن المقرر أن يشارك ترامب غدًا الأربعاء في قمة موسعة تجمعه بقادة دول مجلس التعاون الخليجي، وفقًا لما نقلته شبكة “CNN”.
وتأتي هذه القمة في توقيت بالغ الحساسية، وسط تحولات إقليمية ودولية متسارعة، وتُعد فرصة للرئيس الأمريكي لطرح تصوّره بشأن الدور المستقبلي للولايات المتحدة في الشرق الأوسط، وتعزيز أوجه التعاون الأمني والاقتصادي مع دول الخليج.
وتولي إدارة ترامب اهتمامًا متزايدًا بالعلاقات الخليجية، في ضوء المصالح المتبادلة بين الجانبين، لا سيما في المجالات الاستثمارية.