في خطوة لافتة نحو تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين كييف وواشنطن، صادق البرلمان الأوكراني بأغلبية ساحقة على اتفاقية جديدة مع الولايات المتحدة لإنشاء صندوق مشترك لإعادة الإعمار، يمنح واشنطن حق الوصول إلى الموارد الطبيعية الأوكرانية، في إطار جهد أوسع لتأمين دعم أمريكي طويل الأمد لأوكرانيا.
وذكرت وكالة “إنترفاكس-أوكرانيا” أن مشروع القانون حظي بموافقة 338 نائبًا، متجاوزًا بفارق كبير الأغلبية المطلوبة البالغة 226 صوتًا.
الاتفاقية، التي جاءت بعد أسابيع من المفاوضات، تهدف إلى ترسيخ التعاون طويل المدى بين البلدين في ظل استمرار العملية العسكرية الروسية، التي دخلت عامها الرابع.
ووصف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الاتفاقية بأنها “وثيقة تاريخية بحق”، وذلك في منشور له على منصة “إكس”، مشيرًا إلى أنه بحث تفاصيلها مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في اتصال هاتفي يوم الخميس.
ومن المنتظر الانتهاء من إعداد اتفاقيتين إضافيتين خلال الأسبوع المقبل، ستتناولان الجوانب الفنية والتفصيلية المتعلقة بتنفيذ الاتفاق.
من جانبها، أوضحت وزيرة الاقتصاد الأوكرانية يوليا سفيريدينكو، لإذاعة “ساسبيلين” العامة، أن الولايات المتحدة أبدت استعدادًا واضحًا للاستثمار في الاقتصاد الأوكراني، بما في ذلك في الثروات الباطنية، مؤكدة أن أوكرانيا ستحتفظ بملكيتها للمعادن وحقوق باطن الأرض.
كما أشارت إلى أن الاتفاقية لا تتضمن أي التزامات تتعلق بديون ناجمة عن شحنات الأسلحة الأمريكية السابقة.
يُذكر أن الدعم الغربي، وعلى رأسه الأمريكي، كان حاسمًا في تمكين أوكرانيا من الصمود أمام الهجوم العسكري الروسي واسع النطاق منذ أكثر من ثلاث سنوات. إلا أن وصول ترامب إلى البيت الأبيض في يناير الماضي، أدى إلى تغييرات واضحة في نهج واشنطن تجاه الحرب، ما دفع كييف للبحث عن وسائل بديلة لضمان استمرارية الدعم.
