الجمعة, مايو 9, 2025
Google search engine
الرئيسيةتقاريرالبابا ليو الرابع عشر.. أول أمريكي على رأس الكنيسة الكاثوليكية و"قلبه في...

البابا ليو الرابع عشر.. أول أمريكي على رأس الكنيسة الكاثوليكية و”قلبه في تشيكلايو”

البابا ليو الرابع عشر بابا الفاتيكان الجديد، في مشهد تاريخي شهدته ساحة القديس بطرس مساء الخميس، تصاعد الدخان الأبيض من كنيسة سيستينا، معلنًا للعالم انتخاب قائد جديد للكنيسة الكاثوليكية، ومع لحظة الانتظار المشحونة بالرهبة، أطل الكاردينال الأمريكي روبرت فرانسيس بريفوست من شرفة البازيليك، مُعلَنًا بابا جديدًا للعالم تحت اسم ليو الرابع عشر، ليصبح بذلك أول بابا في تاريخ الكنيسة الكاثوليكية يولد على أراضي الولايات المتحدة الأمريكية.

اختيار غير تقليدي، كتبت به الكنيسة صفحة جديدة في تاريخها، إذ جاء بعد جولات تصويت دامت يومين، تم خلالها تجاوز الانقسامات الجغرافية والتيارات الفكرية، ليتفق مجمع الكرادلة على رجل قضى معظم مسيرته خارج وطنه الأم، واندمج في ثقافات الشعوب المهمشة.

البابا ليو الرابع عشر.. من شيكاغو إلى بيرو وإلى الفاتيكان

ولد البابا ليو الرابع عشر، واسمه الحقيقي روبرت ف. بريفوست، في الجانب الجنوبي من مدينة شيكاغو، حيث نشأ في بيئة دينية متواضعة. والداه ينحدران من أصول فرنسية، إيطالية، وإسبانية، وكان المنزل العائلي بمثابة محطة دائمة لرجال الدين في إلينوي، بفضل دفء والدته وطعامها الشهي، بحسب منصة “ذا بيلار” الكاثوليكية.

بدأت مسيرته في كنيسة الرعية، ثم التحق بمدرسة ثانوية دينية، قبل أن يحصل على بكالوريوس في الرياضيات من جامعة فيلانوفا عام 1977، ويتجه بعدها إلى الحياة الكهنوتية. نال رسامته الكهنوتية بعد خمس سنوات، وتابع دراسته في القانون الكنسي بروما.

غير أن التحول الأبرز في حياته كان توجهه إلى بيرو، حيث أمضى عشرين عامًا في أفقر أحيائها خادمًا ومبشرًا، ليصبح لاحقًا مواطنًا متجنسًا هناك. وقد أكسبته تجربته تلك لقب “اليانكي اللاتيني”، وهو الوصف الذي يُعرف به اليوم في أروقة الفاتيكان.

البابا ليو الرابع عشر
البابا ليو الرابع عشر

حلقة وصل بين بابوين

كان للبابا الراحل فرنسيس دور محوري في صعود بريفوست، إذ اعتمد عليه في مهام عدة، أبرزها تكليفه في عام 2022 بقيادة إصلاح تاريخي تمثل في إدخال ثلاث نساء إلى اللجنة المعنية باختيار الأساقفة. وفي عام 2023، عُيّن في منصبين حاسمين: رئيسًا للجنة الحبرية لأمريكا اللاتينية، ورئيسًا للدائرة الحبرية للأساقفة، أحد أكثر المناصب تأثيرًا في الكنيسة.

رغم هذا النفوذ المتنامي، يعتبر ليو الرابع عشر أكثر اعتدالًا وواقعية من سلفه. فقد أظهر خلال مسيرته حذرًا واضحًا، خاصة في تعامله مع ملفات شائكة، من بينها مزاعم تتعلق بالتقصير في التعامل مع قضايا اعتداءات جنسية من قبل كهنة في كل من شيكاغو وتشيكلايو. ومع أن الانتقادات لم تغب، فإن الفاتيكان لم يوجّه إليه أي إدانة، وأكد أنه لم يرتكب خطأً.

رسالة سلام… وبداية عهد جديد

في أول خطاب له، فاجأ البابا الجديد الحشود بعبارة عربية قال فيها: “السلام عليكم جميعًا”، قبل أن يوجه نداءً مباشرًا للوحدة والحوار: “ساعدونا على بناء الجسور بالحوار واللقاء، حتى نكون شعبًا واحدًا ونعيش في سلام”.

رسالة بدت امتدادًا لروح سلفه، لكنها اتسمت بلهجة عملية وواقعية، تتماشى مع شخصيته الهادئة، وتجاربه المتجذرة في الميدان.

 

تشيكلايو تحتفل وواشنطن ترحب بالبابا الجديد

في تشيكلايو، المدينة التي خدم فيها كأسقف لعقد من الزمن، خرجت الجماهير إلى الشوارع احتفالًا بابنها الروحي، واصفة إياه بـ”البابا ذو القلب التشيكلاياني”. أما في الولايات المتحدة، فقد أعرب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن فخره قائلًا: “إنه شرف عظيم أن ندرك أن أول بابا أمريكي قد تم انتخابه… إنها لحظة عظيمة لبلادنا”.

رجل لا يحب كرة القدم… بل يعشق التنس

بعيدًا عن الأجواء اللاهوتية، كشفت الصحافة الإسبانية عن جانب إنساني مختلف في شخصية البابا ليو الرابع عشر. فعلى عكس سلفه المشجع المتحمّس لكرة القدم، فإن البابا الجديد لا يحب اللعبة الأشهر في العالم، بل يفضل رياضة التنس، التي مارسها بشغف وكان لاعبًا جيدًا فيها. كما يُعرف بحبه للبيسبول، وكان من عشاق فريق شيكاغو في شبابه.

بداية بابوية تتخطى الجغرافيا

بانتخاب ليو الرابع عشر، تفتح الكنيسة الكاثوليكية صفحة جديدة، لا فقط بكونه أول أمريكي يتبوأ هذا المنصب، بل لما يمثله من مزج بين العالمية والإنسانية، وبين السلطة والخدمة. رجل من شيكاغو، قلبه في بيرو، ولسانه ينطق بلغات عدة، يحمل معه أملًا في التجديد وسط عالم يزداد انقسامًا.

تعليقات الفيسبوك

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

- Advertisment -
Google search engine

المقالات الأكثر قراءة

احدث التعليقات