في نفي قاطع لما تم تداوله مؤخرًا، أكد مستشار الرئيس الأوكراني، سيرجي ليشينكو، أن التقارير الإعلامية التي تتحدث عن استعداد واشنطن للاعتراف بسيادة روسيا على شبه جزيرة القرم “عارية تمامًا من الصحة”.
وخلال مقابلة تلفزيونية مع قناة “رادا” الأوكرانية، شدد ليشينكو على أن “الوفد الأوكراني في المحادثات مع الجانب الأمريكي لم يناقش مطلقًا أي تنازلات تتعلق بالقرم”، مضيفًا أن “وحدة الأراضي الأوكرانية خط أحمر لا يخضع للتفاوض”.
وأضاف: “لم يصدر أي موقف رسمي من أي مفاوض أمريكي يدعم السيادة الروسية على القرم. ما تم تداوله في الإعلام لا يستند إلى أي وقائع داخل جلسات التفاوض”.
الكرملين يرحب… وأوكرانيا تترقب
في المقابل، أعرب الكرملين عن ارتياحه لما وصفه بـ”المواقف الإيجابية” الصادرة عن واشنطن، في إشارة إلى ما تم تداوله بشأن استبعاد أوكرانيا من الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي “الناتو” — وهو المطلب الذي طالما اعتبرته موسكو من أبرز ركائز أمنها القومي وخطًا أحمر لا يمكن تجاوزه.
وثيقة أمريكية مثيرة للجدل
تأتي هذه التصريحات المتباينة في أعقاب تقرير نشرته صحيفة وول ستريت جورنال، نقلًا عن مصادر مطلعة، ذكرت أن الولايات المتحدة سلّمت مؤخرًا مقترحًا رسميًا إلى أوكرانيا يتضمن تصورًا لإنهاء الحرب المستمرة منذ أكثر من عامين.
وبحسب الصحيفة، فإن الوثيقة الأمريكية تتضمن مجموعة من التنازلات المقترحة لموسكو، تشمل احتمال الاعتراف بضم روسيا لشبه جزيرة القرم، واستبعاد كييف من مسار الانضمام إلى الناتو — وهي بنود أثارت حذرًا كبيرًا في الأوساط الأوكرانية.
جذور الأزمة ومخاوف موسكو
يُذكر أن موسكو ضمّت شبه جزيرة القرم في عام 2014، في خطوة أثارت انتقادات واسعة من المجتمع الدولي، بينما ترى روسيا أن توسع حلف الناتو شرقًا، خاصة باتجاه أوكرانيا، يُعد تهديدًا مباشرًا لأمنها القومي، ما شكل أحد الأسباب المحورية لاشتعال النزاع العسكري القائم حتى اليوم.
وفي ظل غموض الموقف الأمريكي وتباين الروايات، تبقى أعين العالم شاخصة نحو ما ستسفر عنه الأسابيع المقبلة، وهل ستقود إلى اختراق دبلوماسي يضع حدًا لأطول وأعقد النزاعات الجيوسياسية في أوروبا منذ الحرب الباردة.
