رغم تطور أساليب التربية وتزايد الوعي بحقوق الطفل، لا تزال بعض الأسر تلجأ إلى العنف الجسدي كوسيلة للعقاب، غير مدركة للآثار الكارثية التي يخلفها هذا السلوك على صحة الأطفال النفسية والجسدية. وبمناسبة “يوم الضرب”، الذي أطلقته منظمة EPOCH-USA عام 1998 بهدف التوعية بمخاطر العقاب الجسدي، نسلّط الضوء على أبرز الأضرار الناتجة عن ضرب الأطفال، بحسب ما أورده موقع “ChildHub”:
- إصابات جسدية خطيرة
التعرض المستمر للعنف قد يؤدي إلى إصابات جسدية بالغة، بما في ذلك إصابات الدماغ الرضحية التي قد تسبب إعاقة دائمة. وتُعد هذه الإصابات نتيجة مباشرة للضرب، وقد تكون أيضًا مؤشرًا على عنف أسري مزمن.
- أمراض جسدية مزمنة
يتسبب العنف في جعل الأطفال أكثر عرضة للإصابة بأمراض مزمنة في مرحلة البلوغ مثل أمراض القلب، الكبد، الرئة، السرطان، وارتفاع ضغط الدم. وعلى المدى القصير، يؤدي أيضًا إلى مشاكل في الجهاز الهضمي، والربو، واضطرابات صحية أخرى.
- تراجع القدرات المعرفية
الأطفال الذين يتعرضون للعنف أو الإهمال يعانون غالبًا من تأخر في النمو المعرفي، خاصة في المهارات اللغوية. وتظهر هذه الآثار السلبية بشكل ملحوظ في سنوات الطفولة المبكرة.
- اضطراب ما بعد الصدمة
مشاهدة أو التعرض للعنف في الطفولة يمكن أن يؤدي إلى اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD). ووفق دراسة حديثة، 56% من الأطفال الذين شهدوا عنفًا منزليًا استوفوا معايير هذا الاضطراب، في حين وجدت دراسة هولندية أن نحو 70% من الأطفال الذين عاشت أمهاتهم في بيئة مسيئة تعرضوا هم أيضًا للعنف.
- مشاكل نفسية طويلة الأمد
تشير الدراسات إلى أن نحو 80% من الأطفال الذين عانوا من العنف يصابون بأحد أنواع الاضطرابات النفسية في سن مبكرة. ويُقدّر عدد الأطفال المتأثرين بالعنف النفسي بنحو 55 مليون سنويًا، مما يرفع معدلات الإصابة بالاكتئاب، القلق، اضطرابات الأكل، وحتى الميل للانتحار.
- تداعيات اجتماعية واقتصادية
العنف لا ينعكس فقط على الصحة، بل يمتد إلى الأداء الأكاديمي والاجتماعي. التغيب عن المدرسة وانخفاض التحصيل العلمي من أبرز النتائج، ما يضعف فرص الطفل المستقبلية ويكرّس دائرة الفقر والعنف.
الضرب لا يعلّم، بل يدمّر. من الضروري أن ندرك أن التربية القائمة على الحب، الحوار، والانضباط الإيجابي هي الطريق الوحيد لنمو طفل سليم نفسيًا وجسديًا.