حذر وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو، من الوضع الكارثي في قطاع غزة، واصفًا إياه بأنه “فخ للموت” بسبب استمرار الأزمة الإنسانية وتدهور الأوضاع على الأرض.
ودعا بارو الحكومة الإسرائيلية إلى “العودة إلى رشدها” والعمل على تسهيل مرور المساعدات الإنسانية بشكل عاجل إلى القطاع المحاصر.
وجاء هذا التحذير بعد توقيع فرنسا وعدد من الدول على رسائل تدعو إلى إنهاء العمليات العسكرية في غزة وإدخال المساعدات الإنسانية، في وقت أكد فيه بارو أن الوضع الحالي في القطاع “غير قابل للاستمرار”، حسبما نقلت صحيفة “لابانجورديا” الإسبانية.
وأشار الوزير الفرنسي إلى أن السماح الإسرائيلي بمرور محدود جداً للشاحنات إلى غزة، والذي وصفه بأنه قرار “مرتبط بأسباب سياسية داخلية”، لا يكفي لتخفيف الأزمة، معتبراً أن الحملة العسكرية الإسرائيلية تشكل “هجوماً عميقاً على الكرامة الإنسانية وانتهاكاً صارخاً لقواعد القانون الدولي”.
كما أكد بارو أن هذه السياسة العسكرية لا تضر فقط بسكان غزة، بل تؤثر سلباً على أمن إسرائيل نفسها، مشيراً إلى أن “من يزرع العنف يحصد العنف”.
وأضاف أن استمرار الوضع الراهن يترك الأطفال في غزة معرضين لإرث طويل من العنف والكراهية، مما يهدد مستقبل المنطقة بأسرها.
في خطوة نحو حل سياسي، شددت فرنسا على تصميمها على الاعتراف بالدولة الفلسطينية، حيث نظمت مؤتمراً دولياً في يونيو الماضي لمناقشة حل الدولتين كخيار لتحقيق السلام الدائم.
كما دعا بارو الاتحاد الأوروبي إلى النظر في تعليق محتمل لاتفاقية الشراكة مع إسرائيل، في محاولة للضغط على تل أبيب لتغيير سياستها تجاه غزة، رغم أن هذه الخطوة لم تحظَ بدعم جميع الدول الأعضاء، واكتفت دول مثل إسبانيا وأيرلندا وهولندا بدعوات مماثلة.
واختتم وزير الخارجية الفرنسي تصريحاته بالإشارة إلى أن “لا أحد من الطرفين لديه مصلحة في قطع العلاقات”، لكنه أكد أن الأوضاع الإنسانية في غزة “تتطلب من المجتمع الدولي الانتقال إلى مرحلة أكثر جدية وفعالية” لحماية المدنيين وإيجاد حلول حقيقية للأزمة المستمرة.