لطالما كان ملف تهجير الفلسطينيين قضية حساسة في السياسة الإقليمية والدولية، حيث شهد التاريخ محاولات متكررة لإعادة تشكيل الخريطة السكانية في المنطقة.
ملف تهجير الفلسطينيين
ومنذ نكبة 1948، مرّ الفلسطينيون بموجات تهجير متتالية، سواء بسبب الاحتلال الإسرائيلي أو الضغوط السياسية الدولية.
اليوم، تعود هذه القضية إلى الواجهة مجددًا مع تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول نقل سكان غزة إلى دول مجاورة مثل الأردن ومصر، الأمر الذي أثار رفضًا واسعًا.
فبينما تصرّ واشنطن على أن هذا المقترح يهدف إلى “إعادة إعمار غزة”، ترى الدول العربية أن أي خطوة من هذا النوع ستؤدي إلى زعزعة استقرار المنطقة وإعادة إنتاج الأزمات القديمة.
الأردن، الذي يستضيف بالفعل أكثر من مليوني لاجئ فلسطيني، يخشى أن يؤدي هذا المقترح إلى تغيير ديموجرافي يُربك توازنه الداخلي.
في المقابل، تتعامل إسرائيل مع الفكرة بحذر، رغم إشارات إيجابية من رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو بشأن دراسة المقترح.
وسط هذا التوتر، يبقى التساؤل مطروحًا: هل يمكن فرض واقع جديد بالقوة، أم أن الرفض الإقليمي سيجبر واشنطن على إعادة النظر في خططها؟..
لقاء حاسم مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وعاهل الأردن
وفي هذا الصدد، وصل العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني إلى واشنطن، اليوم الثلاثاء، لعقد لقاء حاسم مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في البيت الأبيض، حيث يتصدر ملف تهجير الفلسطينيين من غزة إلى الأردن ومصر جدول المباحثات.
الزيارة تأتي بعد تصريحات مثيرة للجدل من ترامب، هدد فيها بقطع المساعدات عن الدول العربية التي ترفض استقبال اللاجئين الفلسطينيين ضمن خطته لإعادة تشكيل واقع القطاع.
إلغاء اتفاق وقف إطلاق النار
كما لوّح الرئيس الأمريكي بإلغاء اتفاق وقف إطلاق النار إذا لم تطلق حركة حماس جميع الرهائن الإسرائيليين المحتجزين منذ 7 أكتوبر 2023.
الأردن، الذي يستضيف بالفعل أكثر من مليوني لاجئ فلسطيني، أكد رفضه القاطع لأي محاولات لفرض واقع جديد بالقوة، محذراً من تداعيات كارثية قد تؤدي إلى زعزعة الاستقرار في المنطقة.
ومن المتوقع أن يؤكد الملك عبدالله خلال لقائه بترامب أن أي تحرك من هذا النوع سيؤدي إلى موجة تطرف جديدة ويهدد معاهدة السلام بين الأردن وإسرائيل.
في المقابل، أبدت الحكومة الإسرائيلية استعدادها لمناقشة خطة ترامب، وسط انقسام داخلي حول جدواها.
وبحسب مصادر أمريكية، فإن البيت الأبيض ينوي الضغط على الدول العربية لقبول الخطة كجزء من صفقة أوسع تشمل ترتيبات أمنية وسياسية جديدة في المنطقة.
اللقاء المرتقب يحمل أهمية كبيرة، حيث ستكون له تداعيات مباشرة على مستقبل قطاع غزة والمنطقة بأسرها، في ظل تزايد التوترات بين مختلف الأطراف المعنية.