مكاسب تاريخية للذهب حققها خلال الأيام القليلة الماضية، في ظل أجواء من التوترات التجارية العالمية وتوقعات بتخفيف السياسة النقدية الأمريكية، حقق الذهب مكاسب قوية للأسبوع الثاني على التوالي، مسجلًا مستويات قياسية جديدة في البورصات العالمية. وارتفع سعر الأوقية إلى 2986.26 دولار في التعاملات الفورية بنهاية الأسبوع، بعد أن لامس مستوى تاريخيًا عند 3004.8 دولار لأول مرة في تاريخه.
مكاسب تاريخية الذهب
شهد المعدن النفيس ارتفاعًا بنسبة 2.5% خلال مارس، مدعومًا بزيادة الطلب على الأصول الآمنة وسط مخاوف من تأثيرات الحرب التجارية التي تشنها إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ضد الشركاء التجاريين للولايات المتحدة. وأوضح تاي وونج، خبير المعادن، في تصريح لوكالة “رويترز”، أن المستثمرين يتجهون إلى الذهب كملاذ آمن في ظل تصاعد التهديدات التجارية وتوقعات بخفض أسعار الفائدة على الدولار الأمريكي في يونيو المقبل.
توقعات بخفض الفائدة الأمريكية
تترقب الأسواق العالمية اجتماع السياسة النقدية للفيدرالي الأمريكي المقرر نهاية الأسبوع الحالي، حيث من المتوقع أن يثبت المعدل الحالي للفائدة ضمن نطاق 4.25% إلى 4.50%. ومع ذلك، تتزايد التكهنات بأن البنك المركزي الأمريكي قد يبدأ في خفض الفائدة بحلول يونيو، مما يعزز جاذبية الذهب كبديل استثماري آمن.
قفزة كبيرة منذ بداية العام
منذ مطلع العام الجاري، ارتفعت أسعار الذهب بنحو 14%، مدفوعة بالمخاوف المتعلقة بسياسة الرسوم الجمركية التي تنتهجها إدارة ترامب، بالإضافة إلى تحول المستثمرين من أسواق الأسهم العالمية إلى المعدن النفيس. كما ساهمت مشتريات البنوك المركزية العالمية في دعم هذا الصعود، حيث بلغت مشترياتها من الذهب حوالي 18 طنًا في يناير وحده، وفقًا لمجلس الذهب العالمي.
البنوك المركزية تعزز احتياطياتها
في عام 2023، أضافت البنوك المركزية حول العالم أكثر من 1045 طنًا من الذهب إلى احتياطياتها، متجاوزة بذلك عتبة الـ 1000 طن للعام الثالث على التوالي. هذا النشاط الكبير في شراء الذهب من قبل المؤسسات المالية الكبرى يعكس الثقة المتزايدة في المعدن الأصفر كأصل استراتيجي في ظل التقلبات الاقتصادية العالمية.
مستقبل واعد للذهب
مع استمرار التوترات التجارية وترقب الأسواق لقرارات الفيدرالي الأمريكي، يبدو أن الذهب في طريقه لمواصلة مسيرته الصاعدة. ففي عالم يزداد اضطرابًا، يظل المعدن النفيس الخيار الأفضل للمستثمرين الباحثين عن الاستقرار والأمان، وهكذا، يظل الذهب في قلب الأحداث الاقتصادية العالمية، كشاهد على تحولات السوق وكملاذ آمن في أوقات الأزمات.
