يُعد التواصل مع الأبناء في سن المراهقة أحد أبرز التحديات التي تواجه الآباء والأمهات، في ظل ما تشهده هذه المرحلة من تغيرات سلوكية ونفسية متسارعة. ومع ذلك، فإن بناء علاقة صحية تقوم على الحوار المفتوح والاحترام المتبادل، لا يزال ممكنًا ومثمرًا.
في هذا السياق، يقدم موقع “Parents” نصائح عملية تساعد الوالدين على التحدث مع المراهقين بفاعلية، وتعزيز الثقة وتقوية الروابط العائلية:
- اختر اللحظة والمكان بعناية
اختيار التوقيت المناسب للمحادثة لا يقل أهمية عن محتواها. ابحث عن بيئة مريحة وهادئة، مثل نزهة خارجية أو خلال ركوب السيارة، واستغل اللحظات العفوية أثناء ممارسة أنشطة مشتركة كألعاب الفيديو أو الرياضة. - لا تتحول إلى واعظ
يتحسس المراهقون من اللهجة الوعظية المباشرة. بدلاً من إلقاء المحاضرات، اجعل الحوار تبادليًا، واستمع بإنصات لمشاعرهم وأفكارهم. اطرح أسئلة مفتوحة تحفزهم على التعبير بحرية، خاصة في المواضيع الحساسة. - استمع حقًا، لا فقط لترد
الإنصات العميق مفتاح العلاقة الجيدة. انتبه لتفاصيل حديث ابنك، لنبرته، ولغة جسده، ولا تقاطعه. أعد صياغة ما قاله أو اطرح أسئلة توضيحية لإظهار اهتمامك الصادق. - لا تقلل من مشاعره
حتى إن لم تتفهم أسباب انزعاجه، تبقَ مشاعره حقيقية بالنسبة له. اعترافك بها يُظهر تعاطفك، ويُشعره بالأمان، فلا تُصدر أحكامًا، وبدلاً من ذلك قل له: “أتفهم ما تمر به”، أو “من حقك أن تشعر بهذا الشكل”. - عزّز ثقته بنفسه
أظهر أنك تثق به، وامنحه بعض الاستقلالية تدريجيًا. خصص له مساحة شخصية، ودعمه في اتخاذ قراراته حتى لو اختلفت معه، فذلك يبني احترامًا متبادلًا وثقة متبادلة. - كن هادئًا مهما كان الموقف
ردود الأفعال الانفعالية من المراهقين أمر متوقع. لا تأخذ كلامه على محمل شخصي، وتحلَّ بالهدوء، لأن انفعالك قد يصعّد التوتر. سيلاحظ ابنك هذا النموذج الإيجابي ويتعلم منه كيف يدير مشاعره. - اجعل بيتك ملاذًا آمنًا
خلق بيئة منزلية آمنة عاطفيًا يشجع المراهق على فتح قلبه. استخدم أسئلة تحفيزية مثل: “كيف كان يومك؟” أو “هل هناك ما يزعجك؟”، وكن دائمًا حاضرًا للاستماع دون إصدار أحكام. - تجنّب النقاش وقت الغضب
حين تكون الأجواء مشحونة، لا تحاول فتح حوار. انتظر حتى تهدأ الأمور، وابدأ الحديث بروية، فذلك يمنح ابنك نموذجًا صحيًا في التعامل مع الخلافات. - استخدم قصصًا واقعية
مشاركة تجاربك الشخصية تمنح كلامك مصداقية وقوة تأثير. تحدّث عن مواقف واجهت فيها تحديات وتمكنت من تجاوزها، لتوضيح قيمة المثابرة أو أي مبدأ ترغب في ترسيخه. - امنحه مساحة من الوقت
لا تتوقع إجابة فورية. بعض المواضيع تحتاج إلى وقت للتفكير، لذا دع له فرصة للهدوء واستيعاب النقاش، واقترح استكمال الحديث لاحقًا.