مصر على رأس التحالف الدولي.. في خطوة استراتيجية تعكس الدور القيادي لمصر في تأمين الممرات البحرية الحيوية، تسلمت القوات البحرية المصرية قيادة قوة المهام المشتركة 153 التابعة للقوات البحرية المشتركة (CMF) خلال حفل رسمي أقيم في قاعدة الدعم البحري في المنامة، البحرين، يوم الخميس 10 أبريل 2025.
وهذه الخطوة تأتي في وقت بالغ الحساسية، حيث تشهد منطقة البحر الأحمر تصعيدًا في التوترات الأمنية نتيجة الهجمات المستمرة من جماعة الحوثي ضد السفن التجارية والعسكرية في المنطقة.
مصر على رأس التحالف الدولي
وتُعتبر قوة المهام 153 واحدة من خمس تشكيلات عملياتية تابعة للتحالف البحري الدولي، الذي يعد أكبر تحالف بحري من نوعه في العالم. يضم التحالف 46 دولة من مختلف أنحاء العالم، ويهدف إلى تعزيز الأمن البحري وحماية حرية الملاحة في أحد أكثر الممرات البحرية أهمية على مستوى العالم.
وتشمل مهمة هذه القوة تأمين البحر الأحمر، مضيق باب المندب، خليج عدن، ومنطقة البحر العربي، وهي مناطق تعد محورية في حركة التجارة العالمية وأمن الطاقة.
وقد تولى العميد بحري محمد رسمي قيادة القوة خلفًا للقائد البحري الأسترالي جورج ماكي، الذي قاد القوة خلال الأشهر الستة الماضية.
وأشاد نائب الأدميرال جورج ويكوف، قائد القوات البحرية المشتركة، بجهود ماكي، مؤكدًا أن تسليم القيادة إلى مصر يعكس القوة المتزايدة للتحالف البحري وقدرته على التصدي للتحديات البحرية في المنطقة.
أهمية البحر الأحمر وتهديدات الحوثيين
يشهد البحر الأحمر في الفترة الأخيرة تصعيدًا كبيرًا في التوترات الأمنية بسبب الهجمات المستمرة التي تشنها جماعة الحوثي على السفن التجارية والعسكرية.
وهذه الهجمات أسفرت عن تحويل مسارات العديد من السفن التجارية، ما أثر على حركة التجارة الدولية وأمن الطاقة.
وفي هذا السياق، تولي الدول الأعضاء في التحالف البحري اهتمامًا بالغًا بتعزيز التنسيق المشترك وتبادل المعلومات لمواجهة هذه التهديدات المتزايدة.
يأتي تسلم مصر قيادة قوة المهام المشتركة 153 في وقت حساس يتزامن مع تصاعد الضربات الجوية التي تنفذها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة ضد مواقع تابعة للحوثيين في اليمن.
وهذا التصعيد العسكري يسهم في إحداث اضطراب في حركة الملاحة ويمثل تحديًا كبيرًا لأمن الممرات البحرية في البحر الأحمر.
رؤية مصر لتعزيز التعاون الدولي
وفي كلمة له خلال مراسم التسليم، أكد العميد بحري محمد رسمي على أهمية التعاون الدولي بين الدول الأعضاء في التحالف.
وقال إن البحر الأحمر يمثل مصلحة استراتيجية مشتركة لكل الدول، ولا يمكن لأي دولة أن تضمن أمنها البحري بمفردها.
وأضاف أن تعزيز التعاون بين الدول الأعضاء وتكامل المعلومات الاستخبارية بين الشركاء في التحالف سيكون له دور محوري في تعزيز القدرة على مواجهة التهديدات البحرية.
وأكد رسمي أن الأمن البحري الحديث يتطلب مقاربة شاملة تشمل التنسيق المتكامل مع قطاع النقل البحري العالمي، والعمل مع جميع الأطراف ذات العلاقة لضمان تأمين الممرات البحرية الاستراتيجية.
التحالف البحري: حماية الملاحة الدولية
القوات البحرية المشتركة (CMF) هي تحالف دولي بحري واسع النطاق يضم 46 دولة من مختلف أنحاء العالم، ويشرف عليه قيادة القوات البحرية الأمريكية المركزية.
وتأسس هذا التحالف بهدف تعزيز الأمن البحري وحماية حرية الملاحة، ويغطي مساحة بحرية تقدر بنحو 3.2 مليون ميل مربع، وتشمل أكثر خطوط الشحن ازدحامًا في العالم.
ويتألف التحالف من خمس قوات مهام رئيسية، هي:
- CTF 150: معنية بالأمن البحري في المحيط الهندي وبحر العرب.
- CTF 151: مختصة بمكافحة القرصنة في خليج عدن والسواحل الصومالية.
- CTF 152: مسؤولة عن الأمن البحري في الخليج العربي.
- CTF 153: مسؤولة عن تأمين البحر الأحمر وخليج عدن.
- CTF 154: تتولى مهام التدريب وبناء القدرات البحرية.
دور مصر في التحالف
مصر تلعب دورًا محوريًا في التحالف البحري الدولي، وهي من أبرز الدول المشاركة في قوة المهام 153.
في الوقت الذي تواصل فيه مصر تعزيز علاقاتها الدولية في المجال البحري، فإن قيادة هذه القوة تعد خطوة مهمة نحو تأكيد التزامها الثابت بالحفاظ على استقرار الممرات البحرية في المنطقة وضمان استقرار حركة الملاحة العالمية.
ومن خلال تسلم القيادة، تأمل مصر في توسيع نطاق التعاون مع الدول الأخرى المشاركة في التحالف، خاصة في ظل الأزمات المتزايدة التي تشهدها المنطقة، مثل تهديدات الحوثيين والصراعات في اليمن، مما يجعل التنسيق الدولي أكثر أهمية من أي وقت مضى.
