استهل الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، زيارته لمحافظة أسيوط اليوم بتفقد مستشفى منفلوط المركزي بعد الانتهاء من أعمال تطويره، في خطوة تعكس التزام الدولة بتحسين مستوى الخدمات الصحية، خاصة في صعيد مصر.
وخلال الجولة، شدد رئيس الوزراء على أن قطاع الصحة يأتي على رأس أولويات الحكومة، تنفيذًا لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي يتابع بشكل دوري جهود الارتقاء بمنظومة الرعاية الصحية على مستوى الجمهورية.
وأكد مدبولي أن الدولة تعمل على توسيع نطاق مبادرات الصحة العامة لتصل إلى مختلف المحافظات، لا سيما القرى والنجوع الأكثر احتياجًا، مشيرًا إلى وجود تعاون كبير مع القطاعين الخاص المحلي والأجنبي لضمان استدامة هذه المشروعات وتوفير التمويل اللازم لها.
ومن جانبه، قال الدكتور خالد عبد الغفار، نائب رئيس الوزراء للتنمية البشرية، وزير الصحة والسكان، إن القيادة السياسية تضع ملف الصحة في مقدمة الأولويات ضمن استراتيجية بناء الإنسان المصري وتعزيز رفاهيته، مؤكدًا أن حجم الاستثمارات في القطاع الصحي خلال السنوات العشر الأخيرة بلغ مستويات غير مسبوقة، مع تقديم حوافز لتشجيع القطاع الخاص على المشاركة في تنفيذ المشروعات الصحية.
وأوضح الوزير أن هناك 20 مشروعًا صحيًا قوميًّا جار تنفيذها في 11 محافظة، ومن المخطط الانتهاء منها خلال العام المالي 2024-2025، بقيمة تقدر بنحو 11.7 مليار جنيه، وتضيف نحو 2649 سريرًا جديدًا للمنظومة الصحية.
كما أشار إلى أن محافظة أسيوط شهدت تنفيذ 13 مشروعًا صحيًا منذ عام 2014، بقيمة تجاوزت المليار جنيه، من بينها تطوير مستشفى منفلوط المركزي، وتحديث عدد من مستشفيات الحميات، فضلًا عن مشروعات تنمية الأسرة.
وفي السياق نفسه، أكد الوزير أن هناك 11 مشروعًا آخر جاري العمل عليها في محافظة أسيوط، بتكلفة تتجاوز 3 مليارات جنيه، أبرزها: إنشاء مستشفيات ديروط وأبنوب وساحل سليم، ومبنى العيادات الخارجية بمنفلوط، بالإضافة إلى تطوير عدد من مراكز تنمية طب الأسرة.
كما أشار عبد الغفار إلى أن مبادرة “حياة كريمة” تشمل تطوير 97 منشأة صحية في 7 إدارات صحية داخل أسيوط، تشمل الإحلال والتجديد، أو الإنشاء على أراضٍ جديدة، وذلك بالتعاون مع الجهات المعنية.
وبحسب الخطة الاستثمارية للعام المالي 2025-2026، تضم محافظة أسيوط 12 مشروعًا صحيًا جديدًا، بقيمة إجمالية تبلغ نحو 1.2 مليار جنيه، من أبرزها مشروع تطوير مستشفى القوصية المركزي.
ومن جانبه، استعرض الدكتور أنور إسماعيل، مساعد وزير الصحة للمشروعات القومية، مكونات المنظومة الصحية بأسيوط، موضحًا أن المحافظة تضم 19 مستشفى و2562 سريرًا داخليًا، بالإضافة إلى غرف عمليات، وأجهزة غسيل كلوي وتنفس صناعي، وحضّانات أطفال، ونقاط إسعاف ثابتة ومتحركة، بما يعزز من جاهزية الخدمة الصحية المقدمة للمواطنين.
وفيما يخص مستشفى منفلوط المركزي، أشار الدكتور خالد عبد الغفار إلى أنه يمثل صرحًا طبيًا متكاملًا يخدم أكثر من 700 ألف مواطن، وتم إنشاؤه على مساحة تتجاوز 12 ألف متر مربع، ويضم أقسامًا متنوعة تشمل الطوارئ، العمليات، النساء والتوليد، العناية المركزة، الغسيل الكلوي، الحضّانات، والأشعة والمعامل، بالإضافة إلى مركز لتجميع البلازما، ويعمل وفق أحدث المعايير العالمية.
وأوضح الدكتور محمد زين، وكيل وزارة الصحة بأسيوط، أن الطاقة الاستيعابية للمستشفى تبلغ 151 سريرًا، منها 30 سرير عناية مركزة، و30 حضّانة، بالإضافة إلى وحدة غسيل كلوي بـ42 ماكينة، و4 غرف عمليات، و17 عيادة خارجية، وسكن للأطباء، مشيرًا إلى أنه تم تزويد المستشفى بأحدث الأجهزة الطبية والتقنيات الحديثة لضمان تقديم خدمة تشخيصية وعلاجية متكاملة.
وخلال الجولة، تفقد رئيس الوزراء أقسام العناية المركزة والطوارئ وغرف العمليات، واطمأن على جودة الخدمة المقدمة للمرضى، كما استمع إلى إحدى السيدات التي أعربت عن امتنانها لما تتلقاه من رعاية داخل المستشفى.
وحرص رئيس الوزراء على التقاط صورة جماعية مع الفريق الطبي والإداري، مشيدًا بمستوى العمل وحُسن التجهيز، وموجهًا بضرورة الاهتمام بالعنصر البشري وتدريبه جنبًا إلى جنب مع تحديث المعدات، لضمان تقديم أفضل خدمة صحية ممكنة.
