أجابت دار الإفتاء المصرية عن سؤال ورد إليها بشأن حكم صيام من لا يصلي. حيث تم طرح السؤال عن الأشخاص الذين لا يلتزمون بأداء الصلاة، ففي بداية شهر رمضان يحرصون على الصلاة ثم يتركونها بعد فترة، فهل يعتبر صيامهم صحيحًا إذا تركوا بعض الصلوات المفروضة؟
وجاءت إجابة دار الإفتاء عبر موقعها الرسمي مؤكدة أن صيام من لا يصلي صحيح، حتى وإن كان الشخص لا يلتزم بالصلاة، التي هي من الأوامر الشرعية. وأوضحت الدار أن على كل مكلف أن يسعى بقدر استطاعته لأداء الفرائض التي فرضها الله عليه، لأن هذا هو الطريق للحصول على رضا الله سبحانه وتعالى وزيادة القبول والرحمة، وبالتالي فإن استمرارية الشخص في أداء جميع الفرائض تكون أفضل له من أداء بعضها وترك بعضها الآخر.
ومع ذلك، أكدت الدار أن هذا لا يعني التهاون في أداء الصلاة المفروضة، حيث أن الصلاة هي عماد الدين وأول أركانه، ولا يوجد عذر يبرر تركها أو إهمالها. وأشارت إلى أنه لا يمكن للمكلف أن يقتصر على أداء بعض الفرائض بينما يترك البعض الآخر، بل يجب على الإنسان أن يستقيم على أمر الله تعالى بأداء جميع أوامره والانتهاء عن جميع نواهيه، لتحقيق الاستقامة التي أمر بها الله.
واستشهدت دار الإفتاء بحديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي رواه الترمذي عن سفيان بن عبد الله الثقفي، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم: “قُلْ رَبِّيَ اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقِمْ”، مشيرة إلى أن الاستقامة تعني الإتيان بجميع الأوامر والانتهاء عن جميع المناهي، وأي ترك للأوامر أو الوقوع في المناهي يعتبر انحرافًا عن الاستقامة.