حذّرت الدكتورة إيمان الريس، استشاري تربوي ومتخصصة في تعديل السلوك، من تجاهل بعض السلوكيات المتكررة لدى الأطفال، مثل “قرض الأظافر” لدرجة نزول الدم، مشددة على أن هذا السلوك قد يكون علامة واضحة على تعرض الطفل لضغط نفسي أو صدمة غير ظاهرة للأهل.
علّقت على استفسار من سيدة تُدعى دعاء، بشأن معاناة نجلها، البالغ من العمر 9 سنوات، من تلعثم في الكلام وسلوك قرض الأظافر بشكل مستمر، رغم كونه في الصف الرابع الابتدائي.
وقالت الريس: “لو ابنك بيقرُض ضوافره لحد الدم، ده مش سلوك طبيعي، ولازم تروحي بيه فورًا لدكتور، لأنه ممكن يكون اتعرض لضغط نفسي أو موقف صادم، وإحنا مش منتبهين”.
وأكدت أن التغيّر المفاجئ في سلوك طفل كان يتمتع بصحة نفسية جيدة سابقًا، يستدعي تدخلًا عاجلًا من متخصص، مشيرة إلى أن مثل هذه التصرفات تظهر كثيرًا لدى الأطفال الذين تعرضوا للضرب، أو الإهانة، أو شاهدوا مشاهد عنيفة، أو حتى تعرضوا للتحرش.
وأضافت أن التلعثم في الكلام قد يكون مرتبطًا بشكل مباشر بالحالة النفسية التي يمر بها الطفل، ويستلزم زيارة أخصائي تخاطب، إلى جانب ضرورة التعامل مع الأسباب النفسية أو الصدمة التي تسببت في ذلك.
وشددت الريس على أهمية مراقبة توقيت وتكرار السلوك، قائلة: “راقبي إمتى بيقرُض ضوافره؟ هل وقت ما يكون متوتر؟ ولا لما تزعقيله؟ ولا وقت الفراغ؟ الأسئلة دي بتفتح باب لفهم المشكلة… اسأليه بشكل مباشر ولطيف: إيه اللي مضايقك؟ احكيلي، أنا حاسة بيك”.
واختتمت حديثها بالتأكيد على أن الوعي والمتابعة الدقيقة من الأسرة هما بداية الحل، وقالت: “حل أي مشكلة سلوكية يبدأ من الملاحظة الدقيقة، لأن في تفاصيل صغيرة ممكن تكون هي المفتاح، وإحنا مش واخدين بالنا”.
