في خطوة أثارت جدلًا واسعًا داخل الأوساط الدينية والسياسية، نشر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على منصته “تروث سوشيال” صورة له معدلة بتقنية الذكاء الاصطناعي، ظهر فيها مرتديًا زي البابا الأبيض ورافعًا إصبعه نحو السماء، مما اعتبره كثيرون تجاوزًا غير لائق في توقيت حساس.
الصورة جاءت بعد تصريح ساخر سابق لترامب قال فيه إنه “يرغب في أن يكون البابا المقبل”، إلا أن المزحة قوبلت برفض شديد من الكنيسة الكاثوليكية، لا سيما مع استعداد الكرادلة لاختيار خليفة للبابا الراحل فرنسيس.
المؤتمر الكاثوليكي في نيويورك، الممثل للأساقفة الأمريكيين، أصدر بيانًا غاضبًا عبر منصة “إكس” قال فيه: “لا يوجد شيء ذكي أو طريف في هذه الصورة يا سيادة الرئيس. لقد فقدنا للتو البابا فرنسيس، ونستعد لانتخاب خليفة له. لا تسخروا من مشاعرنا”.
الانتقادات لم تقف عند حدود الكنيسة، بل امتدت إلى الشارع الأمريكي، خاصة في ظل أن نحو 20% من السكان يعتنقون الكاثوليكية، ومع أن الاستطلاعات تشير إلى أن 60% من الكاثوليك صوتوا لصالح ترامب في الانتخابات الماضية، فإن المزحة الأخيرة وضعتهم في موقف حرج بين دعمهم السياسي وقيمهم الدينية.
وتعود جذور التوتر بين ترامب والفاتيكان إلى عام 2016، حين انتقده البابا فرنسيس بشدة بسبب دعواته لبناء جدار مع المكسيك، معتبرًا أن هذه السياسات لا تعبر عن روح المسيحية.
وتأتي هذه التطورات بينما أعلن الفاتيكان أن مجمع الكرادلة لاختيار البابا الجديد سينعقد في السابع من مايو، في وقت تستمر فيه ردود الفعل الغاضبة تجاه تصرفات ترامب التي وصفها البعض بـ”الاستفزازية وغير المراعية للحظة”.