يُعد التحرش بالأطفال من أخطر الجرائم التي تهدد أمن وسلامة المجتمع، حيث يطال فئة ضعيفة غير قادرة على الدفاع عن نفسها. وتشير التقارير إلى أن هذه الظاهرة تتخذ أشكالًا متعددة، تبدأ من اللمس غير اللائق، مرورًا بالتحرش اللفظي، وصولًا إلى الاستغلال الجنسي، سواء في الواقع أو عبر الإنترنت.
أنماط التحرش بالأطفال
وفقًا للخبراء، تتنوع أشكال التحرش بالأطفال بين التحرش الجسدي، الذي يشمل أي تلامس غير مبرر، والتحرش اللفظي الذي يتجسد في الكلمات والتلميحات غير اللائقة. كما يعد التحرش الإلكتروني، من خلال إرسال محتويات غير ملائمة أو استدراج الطفل عبر مواقع التواصل، من الظواهر المتزايدة في العصر الرقمي.
مؤشرات تكشف تعرض الطفل للتحرش
يعاني الأطفال الذين يتعرضون للتحرش من تغيرات سلوكية ونفسية واضحة، منها:
الخوف المفاجئ من أشخاص محددين أو أماكن معينة.
اضطرابات النوم والكوابيس المتكررة.
العزلة والانطواء أو العدوانية غير المبررة.
تراجع المستوى الدراسي وعدم التركيز.
ظهور علامات جسدية غير مفسرة.
دور الأسرة والمجتمع في الحماية
من أجل مواجهة هذه الظاهرة، يشدد الخبراء على ضرورة التوعية المبكرة للأطفال بحقوقهم في حماية أجسادهم، وتعليمهم كيفية التصرف في المواقف المشبوهة. كما يُنصح الآباء بفتح قنوات تواصل مع أبنائهم، والاستماع إلى مخاوفهم دون تخويفهم أو توبيخهم.
وعلى المستوى المجتمعي، يتطلب الأمر تكثيف الجهود القانونية والتشريعية لضمان معاقبة الجناة، إلى جانب دور الإعلام في نشر الوعي بخطورة هذه الجريمة وأثرها المدمر على الطفولة والمجتمع ككل.
في النهاية، حماية الأطفال مسؤولية جماعية تتطلب تضافر جهود الأسرة، المؤسسات التعليمية، والقوانين الرادعة، لضمان نشأة سليمة وآمنة للأجيال القادمة.
