الإثنين, أبريل 21, 2025
Google search engine
الرئيسيةتقاريرظهور قارة جديدة ومحيط في قلب إفريقيا.. قصة صدع يقسم القارة السمراء

ظهور قارة جديدة ومحيط في قلب إفريقيا.. قصة صدع يقسم القارة السمراء

تستمر القارة الإفريقية في تفكيك نفسها بشكل أسرع مما كان يتوقعه العلماء، الأمر الذي قد يفضي إلى تشكيل قارة جديدة خلال فترة زمنية أقصر من التي تم التنبؤ بها سابقًا، هذا التحول الجيولوجي الذي ظل محط اهتمام العلماء لعدة عقود، قد يحمل في طياته تغييرات جذرية تؤثر على الجغرافيا والمناخ في المنطقة.

قارة جديدة في قارة إفريقيا.. متى وكيف بدأ الانقسام؟

قبل عشرين عامًا، كان العلماء يعتقدون أن عملية انقسام قارة إفريقيا ستستغرق ملايين السنين. لكن في عام 2005، حدث اكتشاف مذهل في صحراء إثيوبيا، حيث تم رصد شق ضخم يمتد لمسافة 35 ميلًا، ويزداد اتساعه بمعدل نصف بوصة سنويًا، ويقع هذا الشق الذي في قلب منطقة الصدع في شرق إفريقيا قد يفضي إلى انفصال القارة بالكامل وظهور محيط جديد في المنطقة.

ظهور قارة جديدة في إفريقيا
ظهور قارة جديدة في إفريقيا

الصدع الإفريقي: بداية جديدة لمحيط قادم

وفقًا للأستاذ كين ماكدونالد من جامعة كاليفورنيا، فإن حركة الصفائح التكتونية في هذه المنطقة قد تؤدي إلى غمر مياه المحيط الهندي لمنطقة وادي الصدع، ليصبح المحيط الجديد عميقًا على غرار المحيط الأطلسي. يمتد الشق عبر عدة دول منها الصومال وكينيا وتنزانيا ونصف إثيوبيا، ويعتقد العلماء أن الجزء الذي سينفصل سيُعرف باسم “القارة النوبية”.

رغم أن حركة الصفائح التكتونية تُعتبر بطيئة، إلا أن التغيرات الجيولوجية في هذه المنطقة ما زالت تُثير الدهشة، خصوصًا بالنظر إلى الحجم الهائل لإفريقيا. ومن المتوقع أن تُسجل المنطقة بعض التغيرات الزلزالية والنشاط البركاني في المستقبل القريب، رغم أن تأثير هذه التغيرات على حياة البشر سيكون طفيفًا في المدى القصير.

الزلازل والبراكين: نشاط جيولوجي متسارع

النظام الجيولوجي الذي يشهد هذا الانقسام يعود إلى صدع شرق إفريقيا، الذي تشكل منذ أكثر من 22 مليون سنة. هذا النشاط التكتوني قد ينتج عنه زلازل وتفاعلات بركانية يمكن أن تؤثر على المنطقة. بينما تستمر الدراسات في استخدام تقنيات حديثة مثل الأقمار الصناعية وبيانات الجاذبية، فإن النشاط التكتوني في المنطقة يشهد زيادة ملحوظة في حجم الصدوع العميقة التي تشير إلى حركة الصخور المنصهرة تحت سطح الأرض.

التوقعات المستقبلية: قارة جديدة في الأفق

تتوقع المستشارة السابقة لوكالة ناسا، ألكسندرا دوتن، أن حركة صفيحة الصومال شرقًا ستؤدي إلى تشكيل وادٍ ضخم يمتد ليخلق محيطًا جديدًا في المنطقة. مع مرور الزمن، قد تصبح غرب إفريقيا جزيرة عائمة في محيط ضخم، قد يكون أعمق حتى من المحيط الأطلسي.

دراسات جديدة: إشارات على التغيرات المقبلة

تشير الدراسات الحديثة إلى أن بعض المناطق في شرق إفريقيا، مثل أوغندا وتنزانيا، تظهر علامات على الشقوق العميقة نتيجة الحركات التكتونية المستمرة. دراسة أجرتها جامعة فرجينيا للتكنولوجيا أكدت أن المحيط الجديد قد يبدأ من الجزء الشمالي للصدع، بسبب تسارع معدل الامتداد هناك.

التغيرات الجيولوجية.. تحذير للمستقبل

إن عملية الانقسام التي تحدث في إفريقيا ليست مجرد ظاهرة علمية قادمة، بل هي تنبؤ بتغيرات جيولوجية هائلة قد يكون لها تأثيرات غير متوقعة على حياة البشر في المنطقة. التحولات في الصفائح التكتونية قد تغير شكل القارة والعالم بأسره، مما يستدعي انتباه العلماء والمجتمعات المحلية للاستعداد لهذا التحول الجذري.

وفي الختام، يشير الخبراء إلى أن الانقسام الجاري في إفريقيا قد يكون بداية لفصل جديد في تاريخ الأرض، حيث تتشكل حدود قارات جديدة وتُضاف معالم جغرافية جديدة إلى كوكبنا.

تعليقات الفيسبوك

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

- Advertisment -
Google search engine

المقالات الأكثر قراءة

احدث التعليقات