صندوق النقد الدولي يحذر من تداعيات التوترات التجارية ويستبعد الركود العالمي

في تحذير صريح يعكس تنامي القلق من التقلبات الاقتصادية العالمية، قالت كريستالينا جورجيفا، مديرة صندوق النقد الدولي، إن التصعيد في التوترات التجارية والتغيرات الهيكلية التي يشهدها النظام التجاري العالمي قد يُحدث “تراجعًا كبيرًا” في معدلات النمو الاقتصادي العالمي، لكنها في المقابل استبعدت دخول الاقتصاد العالمي في مرحلة ركود شامل.

وخلال مؤتمر صحفي عقدته يوم الخميس، أوضحت جورجيفا أن العالم يعيش في ظل “حالة غير مسبوقة من عدم اليقين” نتيجة للسياسات التجارية المتقلبة، وعلى رأسها الرسوم الجمركية التي فرضتها الولايات المتحدة مؤخرًا، وردود الفعل المقابلة من الصين والاتحاد الأوروبي.

وقالت جورجيفا إن هذه السياسات انعكست سلبًا على أداء الأسواق المالية، حيث تسببت في ارتفاع حدة التقلبات، وزادت من مخاوف المستثمرين حول مستقبل الاقتصاد العالمي.

وأضافت أن صندوق النقد الدولي يعتزم خفض توقعاته للنمو الاقتصادي العالمي في تقاريره المقبلة، مشيرة إلى أن التخفيض سيكون “ملحوظًا”، لكنه لا يشير إلى دخول مرحلة ركود.

وأكدت جورجيفا أن النظام التجاري العالمي يشهد عملية “إعادة تشكيل حقيقية”، ما يشكل تحديًا كبيرًا أمام مختلف الاقتصادات، لا سيما في ظل تصاعد الحمائية الاقتصادية والتوجهات الانعزالية.

ومن المتوقع أن تحتل هذه القضايا صدارة النقاشات خلال الاجتماعات الربيعية لصندوق النقد الدولي والبنك الدولي، التي تجمع وزراء المالية ومحافظي البنوك المركزية من مختلف أنحاء العالم، في ظل أجواء من الترقب لما ستؤول إليه العلاقات التجارية العالمية.

وفي سياق متصل، أعربت جورجيفا عن قلقها من تصاعد مؤشرات القلق المالي، مشيرة إلى أن منحنى عائدات سندات الخزانة الأمريكية يُظهر إشارات تحذيرية تستدعي الاهتمام. وقالت: “الجميع يتأثر إذا تدهورت الأوضاع المالية”.

رغم هذه المخاطر، شددت مديرة الصندوق على أن الاقتصاد الحقيقي لا يزال متماسكًا حتى الآن، لافتة إلى استمرار قوة سوق العمل واستقرار الأنظمة المصرفية، لكنها حذرت في الوقت ذاته من أن تراجع ثقة المستثمرين وتزايد القلق بشأن التباطؤ الاقتصادي قد يضغطان على النمو في الفترة المقبلة.