أكد فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف ورئيس مجلس حكماء المسلمين، أن دعاء المسلمين وتضرعهم إلى الله بأسمائه الحسنى كان له أثر عظيم في دعم صمود الشعب الفلسطيني بوجه العدوان، مشيرًا إلى أن الفلسطينيين في غزة تعرضوا لهجمات وحشية غير مسبوقة، استهدفت الأطفال والنساء والعجائز والمستشفيات ودور العبادة، في تدمير ممنهج كان كفيلًا بإبادة شعوب بأكملها خلال أسابيع.
وأوضح الإمام الطيب، خلال حديثه في الحلقة الثانية من برنامجه الرمضاني «الإمام الطيب» لعام 2025، أن أهل غزة، رغم الدمار والقتل المستمر، ظلوا صامدين في مواجهة آلة الحرب الحديثة، بفضل التوكل على الله ودعوات إخوانهم المسلمين لهم بالثبات والنصر.
وأضاف أن الاحتلال كان يظن أن أهالي القطاع لن يصمدوا أكثر من شهرين، لكنهم، رغم افتقارهم للسلاح والنصير، لم ينهاروا ولم يستسلموا، بل أظهروا شجاعةً استثنائية أعادت للأذهان المواقف البطولية في تاريخ الأمة.
وشدد شيخ الأزهر على أن هذا الصمود ليس مجرد مقاومة، بل هو شموخ وتحدٍّ لا يمكن تفسيره إلا باستجابة الله لدعوات الضعفاء والمظلومين، مستشهدًا بقوله تعالى: “إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ يَغْلِبُوا أَلْفًا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا”، مؤكدًا أن التاريخ دائمًا ما ينصف أصحاب الحق، حتى وإن كانت قوى الباطل تملك أحدث أدوات القتل والدمار.
وفي سياق حديثه عن الدعاء، أوضح الإمام الطيب أن التضرع إلى الله لا يتطلب فهمًا عميقًا لمعاني أسمائه الحسنى، بل يكفي ترديدها بقلب صادق، إذ إن لها تأثيرًا روحانيًا عظيمًا، ولها أسرار تجعل الكون كله في أثرها. وأضاف أن الدعاء لا يُشترط أن يكون مقترنًا بأسماء الله الحسنى، مستشهدًا بآيات من القرآن الكريم، وأحاديث النبي صلى الله عليه وسلم، التي أكدت أن الله قريب من عباده ويستجيب دعاءهم متى أخلصوا التوجه إليه.
واختتم شيخ الأزهر حديثه بالتأكيد على أن ما يجري في غزة يكشف زيف الشعارات التي رُوِّج لها في القرن الحادي والعشرين حول الديمقراطية وحقوق الإنسان، مشيرًا إلى أن ما يحدث هو استعادة لصورة “العبودية الأولى”، حيث يُترك المظلومون لمصيرهم، لكنهم رغم ذلك لا يزالون يثبتون للعالم أن أصحاب الحق أقوى بصمودهم وإيمانهم بعدالة قضيتهم.