شيخ الأزهر: “الدعاء هو التماس من الأدنى للأعلى وتبجيل للنبي يجب أن يكون وفقاً لأدب الإسلام”

أكد فضيلة الإمام الأكبر أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، في الحلقة السادسة والعشرين من برنامج “الإمام الطيب”، أن الدعاء ورد في القرآن الكريم بأكثر من معنى، ويختلف معناه باختلاف السياق.

وأوضح أن الدعاء في المعنى اللغوي هو “الطلب”، مشيرًا إلى أن الطلب يمكن أن يكون أمرًا إذا كان من الأعلى إلى الأدنى، بينما يكون التماسًا إذا كان من الأدنى إلى الأعلى.

وأشار الطيب إلى أن الدعاء من العبد إلى الله يتمثل في أفعال الأمر في الشكل، مثلما ورد في قوله تعالى: “رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا” و”رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً”، حيث تتخذ هذه الأفعال صيغة الأمر ولكن المعنى يتغير إلى دعاء أو التماس.

وتطرق الإمام الطيب أيضًا إلى ضرورة احترام قدسية النبي محمد صلى الله عليه وسلم في الدعاء، موضحًا أن الآية الكريمة: “لَا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضًا” تشير إلى حرمة نداء النبي صلى الله عليه وسلم والتأكيد على التقدير العظيم الذي يجب أن يحاط به. وأضاف أنه يجب أن يتم مناداة النبي دائمًا بـ “يا رسول الله” أو “يا نبي الله” احترامًا لشخصيته العظيمة.

كما تحدث الإمام الطيب عن الأخلاق الإسلامية في التعامل مع الكبار، مشيرًا إلى ضرورة مناداة الأشخاص بالكلمات التي تدل على الاحترام، مثل “حضرتك” بدلاً من مجرد ذكر الأسماء.

وفيما يتعلق بالآية الكريمة “وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ”، بين الإمام الطيب أنها نزلت لتوضيح أن الله قريب في علمه وسمعه ورحمته، مؤكدًا أن الله يحب من عباده أن يتوجهوا إليه بالدعاء دائمًا طلبًا للرحمة والغفران.

واختتم الإمام الطيب بتوضيح الفارق بين الدعاء والتسبيح، حيث أشار إلى أن الدعاء هو من ذكر الله، بينما التسبيح هو ثناء وتنزيه لله سبحانه وتعالى. وأكد أن الدعاء من ولد صالح يُعتبر صدقة جارية ويمنح الثواب للمدعو له، داعيًا الجميع إلى الثقة في الله عند الدعاء، وأن لا يكون لهم ملجأ سواه.