السبت, أبريل 19, 2025
Google search engine
الرئيسيةتقاريررحيل سليمان عيد.. نجم الضحكة العفوية وقلب الوسط الفني الطيب

رحيل سليمان عيد.. نجم الضحكة العفوية وقلب الوسط الفني الطيب

في فجر الجمعة، غاب صوت الضحكة، وتوارى خلف ستار الصمت وجه اعتدنا أن يزرع البهجة في كل ظهور له، سليمان عيد، أحد أبرز وجوه الكوميديا المصرية، غادر الحياة عن عمر ناهز 63 عامًا بعد أزمة قلبية مفاجئة، ليترك وراءه إرثًا فنيًا وإنسانيًا يصعب نسيانه.

 

سليمان عيد ابن الكيت كات.. من الأزقة الشعبية إلى قلوب الملايين

ولد سليمان عيد في 17 أكتوبر 1961، وسط حي شعبي عريق هو حي الكيت كات بمحافظة الجيزة. ترعرع في بيئة بسيطة، طعّمته بالدفء والروح الشعبية، تلك التي بقيت حاضرة في معظم شخصياته الفنية. كان الطفل الذي يُضحك الجميع في الأفراح والمناسبات، يقلد النجوم ببراءة، ويؤمن أن الضحكة يمكن أن تُغيّر العالم.

رغم معارضة أسرته، قرر شق طريقه إلى الفن، فالتحق بـمعهد الفنون المسرحية، وبدأ مشواره بثقة وموهبة لافتة. لم يكن الطريق مفروشًا بالورود، لكنه كان مسلحًا بشغف لا ينطفئ.

 

نجم من نوع خاص.. خفة ظل لا تصطنع

جاءت انطلاقته الحقيقية من خلال مشاركته في فيلم “الإرهاب والكباب” عام 1992 مع عادل إمام، حيث أطل بدور صغير لكنه صنع من خلاله لحظة خالدة. ومن هناك، بدأت مسيرة امتدت لأكثر من 150 عملًا، مزجت بين السينما والتلفزيون والمسرح.

من “همام في أمستردام” إلى “الناظر”، ومن “عسكر في المعسكر” إلى “جاءنا البيان التالي”، كان دائمًا صاحب الحضور الخاص، حتى وإن لم يكن بطل العمل. يكفي أن يظهر، ليضحك الجمهور، ويُضيء المشهد بخفة دمه وتلقائيته.

 

سليمان عيد الإنسان قبل الفنان

لم يكن سليمان عيد مجرد ممثل، بل شخصية محبوبة وإنسان نبيل، عُرف بتواضعه، وابتسامته الدائمة، وأسلوبه البسيط في التعامل مع الجميع، من الجمهور وحتى أصغر العاملين في أي عمل فني. كان وفيًا لأصدقائه، وعلى رأسهم الفنان الراحل علاء ولي الدين، الذي تبادلا الدعم والمحبة طوال حياتهما.

سليمان عيد وعلاء ولي الدين
سليمان عيد وعلاء ولي الدين

في أحد لقاءاته، تحدث عن أول مرة يطالب فيها بأجره، وكيف أن علاء ولي الدين هو من دافع عنه، رغم صغر دوره حينها. كانت تلك لحظة حاسمة في تأكيد أن الفن ليس فقط موهبة، بل كرامة.

 

عائلته.. ملاذه الحقيقي

بعيدًا عن الأضواء، كان سليمان أبًا حنونًا وزوجًا وفيًا. أحد أبنائه يعمل في مجال الإخراج الفني، وهو قريب للفنان الكوميدي حمدي الميرغني. لم يكن يفوّت فرصة للحديث عن عائلته، التي ظل يعتبرها “الركن الآمن” في حياته.

 

الوداع الأخير.. وجنازة بحجم المحبة

في الساعات الأولى من صباح الجمعة، تدهورت حالته فجأة، حيث شعر بألم حاد في صدره، وتم نقله بسيارة إسعاف إلى أحد مستشفيات الشيخ زايد. ورغم محاولة الأطباء إنعاشه لأكثر من ثلاثين دقيقة، إلا أن قلبه الطيب توقف عن النبض.

وقد أعلنت الأسرة أن الجنازة ستشيّع من المسجد الكبير بالمجمع الإسلامي، ويُوارى جثمانه الثرى في مقابر طريق الواحات، وسط حضور واسع من محبيه وزملائه في الوسط الفني.

 

سليمان عيد.. فنان لا يُنسى

لم يكن نجمًا تقليديًا، بل حالة فنية وإنسانية نادرة. لم يركض خلف البطولة المطلقة، بل صنع بطولته من القرب إلى الناس، والصدق في الأداء، وخفة الروح التي لا تُشترى ولا تُصنع.

رحل سليمان عيد، لكن حضوره سيبقى حيًا في قلوب من أحبوه، في كل مشهد ضحكوا فيه، وكل جملة حفظوها عنه، وكل ظهور ملأ الشاشة دفئًا.

 

سليمان عيد في سطور:

الاسم: سليمان عيد

تاريخ الميلاد: 17 أكتوبر 1961

المؤهل: معهد الفنون المسرحية

الأعمال البارزة: الإرهاب والكباب، الناظر، طيور الظلام، همام في أمستردام

عدد الأعمال: أكثر من 150 عملًا فنيًا

تاريخ الوفاة: الجمعة 18 أبريل 2025

مسيرة فنية حافلة.. ورحلة بدأت من حي الكيت كات

وُلد سليمان عيد في 17 أكتوبر 1961 بحي الكيت كات الشعبي بمحافظة الجيزة، ونشأ وسط أجواء متواضعة شكّلت ملامح شخصيته المرحة. منذ صغره، برزت موهبته في تقليد النجوم وإلقاء النكات، رغم معارضة العائلة لطموحاته الفنية.

لم يتخلَّ عن حلمه، فالتحق بـمعهد الفنون المسرحية وبدأ مشواره المهني عام 1987، إلى أن جاءت انطلاقته الحقيقية من خلال فيلم “الإرهاب والكباب” عام 1992 أمام الزعيم عادل إمام، حيث لفت الأنظار رغم صغر مساحة الدور.

 

نجم في الكوميديا رغم الأدوار الثانوية

نجح سليمان عيد في تحويل الأدوار الصغيرة إلى لحظات لا تُنسى، بفضل تلقائيته وروحه المرحة، ما جعله من أبرز نجوم الكوميديا في جيله. وشارك في أكثر من 150 عملًا فنيًا بين السينما والتلفزيون والمسرح، من أبرزها:

طيور الظلام

همام في أمستردام

جاءنا البيان التالي

الناظر

عسكر في المعسكر

وكان لظهوره في المسلسلات وقع خاص على الجمهور، حيث ارتبط اسمه بالضحكة العفوية والمواقف الكوميدية القريبة من نبض الشارع المصري.

رغم تراجع حضوره الفني في السنوات الأخيرة، فإن الفنان الراحل شارك في عدد من الأعمال، منها:

في السينما:

ابن المحظوظة

خلي بالك من اللي جاي

فار بـ7 أرواح (ظهر فيه بدور “جثة مجهولة”)

في الدراما التلفزيونية:

سيد الناس

قهوة المحطة

عقبال عندكوا

من المقرر أن تُشيع جنازة الفنان الراحل اليوم عقب صلاة الجمعة من المسجد الكبير بالمجمع الإسلامي في الشيخ زايد، على أن يُوارى جثمانه الثرى بمقابر العائلة بطريق الواحات.

وقد نعى عدد كبير من النجوم الراحل عبر حساباتهم الشخصية، معربين عن حزنهم الشديد لفقدان “صاحب الروح الخفيفة والابتسامة الدائمة”، ومؤكدين أن سليمان عيد لم يكن مجرد فنان، بل إنسان نقي ترك أثرًا في قلوب الجميع.

بوفاة سليمان عيد، تفقد الساحة الفنية أحد رموز الكوميديا القريبة من الناس، فنانًا لم يعرف الغرور، وترك خلفه إرثًا فنيًا وإنسانيًا كبيرًا، سيظل محفورًا في ذاكرة من عرفه، ومن أحب ضحكته.

تعليقات الفيسبوك

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

- Advertisment -
Google search engine

المقالات الأكثر قراءة

احدث التعليقات