يبدأ الرئيس عبدالفتاح السيسي جولة خليجية تشمل قطر والكويت، في وقت دقيق تمر فيه القضية الفلسطينية بوقت حرج في ظل التصعيد الوحشي من جانب الاحتلال الإسرائيلي، كما تشهد الأوضاع الاقتصادية حول العالم تخبطا يؤثر على معظم دول العالم من بينها الوطن العربي، وتحمل هذه الزيارة أبعاد اقتصادية وسياسية هامة، تتصدر فيه الأوضاع في الأراضي الفلسطينية طاولة المناقشات.
جولة خليجية للرئيس السيسي تبدأ بالدوحة
وفي إطار ما تشهده العلاقات المصرية-القطرية من تطور متسارع وتوسع ملحوظ في آفاق التعاون الثنائي، وصل الرئيس عبد الفتاح السيسي، صباح اليوم الأحد، إلى العاصمة القطرية الدوحة، في مستهل جولة خليجية تشمل أيضًا دولة الكويت، تأكيدًا على أهمية التنسيق العربي في ظل التحديات الإقليمية الراهنة.

وكان في استقبال الرئيس بمطار حمد الدولي، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير دولة قطر، في استقبال رسمي يعكس دفء العلاقات المتجددة بين القاهرة والدوحة. ومن المقرر أن يعقد الزعيمان جلسة مباحثات لبحث سبل دعم التعاون في مختلف المجالات، فضلًا عن مناقشة المستجدات الإقليمية، وعلى رأسها تطورات الوضع في قطاع غزة.
غزة والتعاون الاقتصادي يتصدران المشهد
وصرح السفير محمد الشناوي، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، أن مباحثات الرئيس السيسي مع القيادة القطرية ستركز على تنسيق الجهود لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، وبحث فرص التهدئة، إلى جانب دفع العلاقات الاقتصادية قدمًا. ويعتزم الرئيس لقاء عدد من رجال الأعمال القطريين لبحث آفاق التعاون الاستثماري المشترك.
في السياق ذاته، أكد الدكتور حسن سلامة، أستاذ العلوم السياسية، أن زيارة الرئيس للدوحة تعكس إدراكه لأهمية الحوار والتنسيق العربي، خاصة في ظل تصاعد التوترات في الأراضي الفلسطينية، مشيرًا إلى أن قطر تلعب دورًا محوريًا في الوساطة بين الفصائل الفلسطينية والاحتلال.
محطة الكويت وتعزيز الشراكة الإستراتيجية
وعقب زيارته لقطر، يتوجه الرئيس السيسي إلى دولة الكويت، حيث يلتقي بأمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، وولي العهد الشيخ صباح خالد الحمد الصباح، إضافة إلى الشيخ فهد يوسف سعود الصباح، النائب الأول لرئيس الوزراء ووزير الداخلية ورئيس مجلس الوزراء بالإنابة.
الزيارة المرتقبة تأتي تأكيدًا على عمق العلاقات الاستراتيجية بين البلدين، وحرص القيادة المصرية على تعزيز التعاون المشترك في المجالات الاقتصادية والاستثمارية.
عام من التعاون المكثف بين القاهرة والدوحة
وشهد العام الماضي نشاطًا دبلوماسيًا ملحوظًا بين القاهرة والدوحة، شمل زيارات رسمية رفيعة المستوى، وتعاونًا في الملفات الإقليمية، لا سيما القضية الفلسطينية، فضلًا عن اجتماعات وزارية ولجان مشتركة تناولت قضايا الأمن، الاقتصاد، والصحة العامة.
وكان أبرز هذه الفعاليات:
مشاركة رئيس الوزراء المصري في منتدى الدوحة في ديسمبر 2024 ممثلًا عن الرئيس السيسي.
عقد الدورة الخامسة للجنة العليا المشتركة بين مصر وقطر في مارس 2024.
إطلاق مبادرات ثلاثية بين مصر وقطر والولايات المتحدة لدفع جهود التهدئة في غزة.
اجتماعات على مستوى وزراء الخارجية والصحة لتنسيق المساعدات والمواقف السياسية والإنسانية تجاه الأزمات الإقليمية.
وفي إطار الدعم المتبادل، تلقى وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي مؤخرًا تهنئة من نظيره القطري بمناسبة توليه المنصب الجديد، في خطوة تؤكد استمرار التواصل والتنسيق الثنائي على أعلى المستويات.
نقلة نوعية في العلاقات العربية
تأتي هذه الجولة الخليجية في توقيت دقيق تمر به المنطقة، مما يعكس حرص القيادة المصرية على تكثيف التنسيق مع الدول الشقيقة لتحقيق الاستقرار الإقليمي، وتعزيز المساعي العربية في مواجهة التحديات السياسية والاقتصادية.
وتؤشر هذه التحركات إلى نقلة نوعية في العلاقات المصرية-القطرية، والمصرية-الكويتية، قائمة على المصالح المشتركة والرؤية الموحدة لمستقبل أكثر أمنًا وازدهارًا للمنطقة العربية.