في تصعيد جديد للتوترات التجارية العابرة للأطلسي، أعلن المفوض التجاري للاتحاد الأوروبي، ماروس سيفكوفيتش، أن الاتحاد “جاهز للدفاع عن مصالحه” في مواجهة التهديدات الأمريكية بفرض رسوم جمركية بنسبة 50% على جميع الواردات الأوروبية، اعتبارًا من الأول من يونيو المقبل.
تصريحات سيفكوفيتش جاءت عقب اتصال هاتفي مع الممثل التجاري الأمريكي جيميسون غرير، شدد فيه على أن الاتحاد الأوروبي “يتحلى بحسن النية” في سعيه للتوصل إلى اتفاق تجاري عادل مع الولايات المتحدة، محذرًا من أن العلاقات التجارية بين الجانبين يجب أن تقوم على “الاحترام المتبادل، لا التهديدات”.
ترامب يصعّد… وأوروبا تتحضّر للرد
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد أعرب عن استيائه من بطء وتيرة المفاوضات، مؤكدًا أن قراره بفرض رسوم جمركية مشددة ليس مجرد مناورة تفاوضية، بل خطوة حقيقية إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق قريب. وتشمل الإجراءات المقترحة: رسوم بنسبة 25% على السيارات والصلب، و200% على بعض المشروبات الكحولية، بالإضافة إلى تهديدات عامة قد تطال معظم الواردات الأوروبية.
ورغم أن واشنطن منحت مهلة تأجيل جزئي مدتها 90 يومًا، إلا أن بروكسل لم تقف مكتوفة الأيدي، إذ كشفت عن حزمة من الإجراءات المضادة قد تصل قيمتها إلى 100 مليار يورو من السلع الأمريكية، مع احتمالية استهداف شركات التكنولوجيا العملاقة العاملة داخل أوروبا.
الرد الأوروبي المحتمل: خيارات اقتصادية موجعة
داميان ليدا، مدير إدارة الأصول في شركة “جاليلي”، أكد أن أوروبا تملك أدوات فعالة لمواجهة الضغوط الأمريكية، مشيرًا إلى أن “الاتحاد الأوروبي لا يزال أحد أقوى التكتلات الاقتصادية في العالم، ويتمتع بفائض تجاري كبير مع الولايات المتحدة وقوة شرائية هائلة”.
وأضاف ليدا أن “الاتحاد الأوروبي قادر على التأثير في قطاعات استراتيجية أمريكية مثل التكنولوجيا، الزراعة، والطيران”، مشددًا على أن الرد الأوروبي بالمثل قد تكون له تداعيات اقتصادية وخيمة على واشنطن.
وبينما تقترب المهلة النهائية، يبقى السؤال: هل تنزلق العلاقات الاقتصادية بين الحليفين التقليديين إلى حرب تجارية مفتوحة؟ أم تنجح الدبلوماسية في نزع فتيل الأزمة؟ الأيام القادمة وحدها كفيلة بالإجابة.