يواصل الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على مدينة جنين ومخيمها لليوم الـ20 على التوالي، مخلفًا 25 شهيدًا وعشرات الإصابات، وسط تصاعد الأوضاع الإنسانية الكارثية، بحسب ما أكده محافظ جنين كمال أبو الرب.
نزوح الآلاف وتدمير واسع للممتلكات
وأشار المحافظ، في تصريح نقلته وكالة الأنباء الفلسطينية “وفا” اليوم الأحد، إلى أن عدد النازحين تجاوز 15 ألف شخص، موزعين على 3500 أسرة، لجأ أغلبهم إلى بلدات وقرى قريبة، أبرزها بلدة برقين غرب جنين.
وأكد أبو الرب أن الاحتلال مستمر في هدم وحرق منازل المواطنين داخل المخيم، ما زاد من تفاقم الأزمة الإنسانية، خاصة في ظل حصار اقتصادي خانق فرضته إسرائيل على المدينة لأكثر من عامين، مما أدى إلى تدهور الأوضاع المعيشية بشكل حاد.
انتهاكات متواصلة واستهداف البنية التحتية
كشف المحافظ عن العثور، يوم أمس السبت، على شاب مصاب بالرصاص الحي في الفخذ داخل مخيم جنين، بعد فقدان الاتصال به لمدة 19 يومًا، مشيرًا إلى أن حجم الدمار في المخيم بدأ يتضح بعد انسحاب جزئي لآليات الاحتلال من بعض الأحياء، حيث ظهرت منازل مدمرة بالكامل وشوارع وبنية تحتية منهارة، إضافة إلى تدمير واسع للممتلكات الخاصة والسيارات.
قصف واستهداف المستشفى الحكومي
وأضاف أبو الرب أن طائرات الاحتلال المسيرة تواصل التحليق فوق المخيم، حيث ألقت قنابل على ساحة المخيم وشوارع عدة، فيما تستمر آليات الاحتلال في محاصرة مستشفى جنين الحكومي، بعد أن جرفت مدخله والشارع الرئيسي المؤدي إليه. ونتيجة لذلك، تعاني أقسام المستشفى من نقص حاد في المياه الصالحة للشرب، ما دفع بلدية جنين والدفاع المدني إلى محاولة إيصال المياه عبر جرارات زراعية صغيرة، بعد أن منعت قوات الاحتلال دخول صهاريج المياه.
اعتقالات وتعزيزات عسكرية جديدة
وفي سياق متصل، اعتقلت قوات الاحتلال، يوم أمس، 3 فلسطينيين من بلدة اليامون غرب جنين، واحتجزت مركبات المواطنين، كما عرقلت حركة التنقل داخل المنطقة الصناعية بالمدينة. كما دفعت بتعزيزات عسكرية ضخمة، مصحوبة بجرافات، إلى مدينة جنين ومحيط المخيم، مما يزيد من التوترات ويعمّق الأزمة الإنسانية.
تصعيد مستمر وأوضاع إنسانية متدهورة
يأتي هذا التصعيد في ظل تواصل عمليات القصف، والاعتقالات، والتضييق على الأهالي، مما يزيد المخاوف من تفاقم الأوضاع داخل جنين ومخيمها، في ظل غياب أي بوادر لوقف العدوان المستمر.
