أعلنت وزارة الدفاع السورية، اليوم الأحد، عن بدء تنفيذ المرحلة الثانية من عملياتها العسكرية الرامية إلى “ملاحقة فلول وضباط النظام السابق” في أرياف وجبال الساحل غرب سوريا. جاء ذلك في بيان رسمي نقلته وسائل الإعلام السورية، أكدت فيه الوزارة أن هذه العمليات تأتي بعد استعادة الأمن والاستقرار في المدن الساحلية الرئيسية، وفقًا لما أوردته وكالة الأنباء السورية الرسمية “سانا”.
وفي التفاصيل، نقل التلفزيون السوري مشاهد لاشتباكات عنيفة تدور في محيط قرية “بتعنيتا” بريف اللاذقية، حيث تتمركز مجموعات مسلحة يُعتقد أنها تابعة للنظام السابق. وأشارت التقارير إلى أن قوات الأمن تجري عمليات تمشيط مكثفة في منطقة القدموس والقرى المحيطة بها في ريف طرطوس، في إطار جهودها لملاحقة عناصر النظام السابق الذين يختبئون في المنطقة.
من جهته، أكد الأمن العام السوري أن العمليات تهدف إلى تطهير المنطقة من العناصر المسلحة، مع التركيز على ضبط الأمن ومنع توسع نطاق الاشتباكات داخل المناطق السكنية، حفاظًا على سلامة المدنيين.
أزمة إنسانية متصاعدة
في سياق متصل، كشف المرصد السوري لحقوق الإنسان عن أن الاشتباكات المستمرة في الساحل السوري قد أسفرت عن مقتل 1018 شخصًا، بينهم 745 مدنيًا، وفقًا لتقارير أولية. وأشار المرصد إلى أن العديد من الضحايا لقوا حتفهم في مجازر طائفية، مما يسلط الضوء على طبيعة الصراع الدائر في المنطقة.
كما تفاقمت الأزمة الإنسانية في المنطقة، حيث انقطعت الكهرباء ومياه الشرب عن العديد من القرى في ريف اللاذقية لليوم الثاني على التوالي، مما زاد من معاناة الأهالي الذين يعيشون في ظروف بالغة الصعوبة.
خطة أمنية لضبط الوضع
من جانبها، أكدت وزارة الدفاع السورية أن هناك خطة أمنية شاملة تهدف إلى ضبط الوضع في مناطق الساحل، مع التركيز على حماية المدنيين ومنع تصاعد العنف في المناطق السكنية. وأشارت إلى أن القوات تعمل على تنفيذ عمليات دقيقة لتجنب وقوع خسائر بشرية إضافية.
مستقبل غامض
في ظل استمرار الاشتباكات وتدهور الأوضاع الإنسانية، يبقى مستقبل المنطقة غامضًا، حيث تواجه القوات الحكومية تحديات كبيرة في إعادة الاستقرار إلى المناطق التي تشهد توترات طائفية وعسكرية. ومع استمرار انقطاع الخدمات الأساسية، يزداد القلق حول مصير آلاف المدنيين العالقين في قلب هذه الأزمة.
