رغم التوصل إلى اتفاق جزئي لوقف إطلاق النار، تصاعدت حدة التوترات بين روسيا وأوكرانيا، حيث تبادلت الدولتان الاتهامات بخرق الهدنة عبر استهداف منشآت الطاقة، في تطور يهدد فرص نجاح المساعي الدبلوماسية لإنهاء الصراع.
موسكو: كييف تواصل الهجمات وتخدع المجتمع الدولي
أعلنت وزارة الدفاع الروسية، اليوم الجمعة، أن القوات الأوكرانية نفذت هجمات على منشآت حيوية داخل الأراضي الروسية، متهمة كييف بالسعي إلى “خداع المجتمع الدولي” عبر التظاهر بالالتزام بالهدنة.
وأوضحت الوزارة، وفق ما نقلته وكالة “تاس”، أن مصفاة نفط في منطقة ساراتوف تعرضت لهجوم أوكراني، كما تم تدمير محطة “سودجا” لقياس الغاز بشكل كامل. ووصفت موسكو تعهدات الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بشأن التهدئة بأنها مجرد “حيلة” تهدف إلى منع انهيار الجبهات الأوكرانية.
كييف: روسيا تكذب بشأن السلام وتواصل قصف الأهداف المدنية
في المقابل، نفت هيئة الأركان الأوكرانية الاتهامات الروسية، مؤكدة أن “موسكو تكذب بشأن السلام” بينما تستمر في قصف الأحياء السكنية ومنشآت النفط والغاز داخل أوكرانيا، مما تسبب في خسائر مادية كبيرة وعرّض حياة المدنيين للخطر.
واتهمت أوكرانيا القوات الروسية بمواصلة استهداف البنية التحتية، رغم الاتفاق الذي تم التوصل إليه بوساطة أمريكية خلال المحادثات التي استضافتها السعودية قبل أيام، والذي نص على وقف استهداف منشآت الطاقة، خاصة في منطقة البحر الأسود.
تصعيد دبلوماسي.. وزيلينسكي يشكك في نوايا بوتين
على المستوى السياسي، ازدادت الشكوك حول فرص نجاح الاتفاق، حيث أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، خلال قمة باريس أمس، أن موسكو “لا تسعى إلى السلام، بل تحاول فرض شروطها بالقوة”.
في المقابل، أبدى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين استعدادًا لمناقشة “إدارة انتقالية في كييف تحت إشراف الأمم المتحدة”، كخطوة تمهيدية لتنظيم انتخابات عامة، في إطار جهود الوصول إلى اتفاق سلام شامل بين البلدين.
هدنة هشة وتصعيد مستمر
يبدو أن اتفاق الهدنة الجزئي يواجه تحديات كبيرة في ظل استمرار تبادل الضربات والاتهامات بين الطرفين، ما يثير تساؤلات حول إمكانية وقف التصعيد العسكري، خاصة مع تصاعد المواقف السياسية بين موسكو وكييف، وعدم وجود ضمانات حقيقية لتنفيذ أي اتفاق على الأرض.
